بارك ممثل المرجعية الدينية العليا والمتولي الشرعي العتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي نجاح الطلبة في المدارس، واكد في الوقت نفسه ان النجاح لوحده لا يكفي لتحقيق التكامل في المجتمع، موجها كلمته للمسؤولين والكوادر التعليمية والعوائل والطلبة، جاء ذلك خلال مشاركته في حفل تخرج طلبة مدارس الوارث التابعة للعتبة الحسينية المقدسة اليوم السبت 17 حزيران/ يونيو 2023.
وقال ممثل المرجعية الدينية العليا، والمتولي الشرعي العتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في كلمة له، “نشيد ونبارك بالنجاحات الكبيرة للطلبة جميعا سواء في مدارس الوارث أو بقية مدارس المحافظة”.
وأضاف “في الواقع انتهى عام دراسي شهد الكثير من التعب والجد والاجتهاد والسهر والعناء والقلق الذي ينتاب الطالب وكذلك الأب والأم لانتظارهما اللحظة التي تظهر فيها النتائج، وكذلك الضغط من العائلة وادارة المدرسة والمتابعة والمراقبة بانتظار الأمور التي تحقق النجاح والتميز في الامتحانات، ثم أن الطالب وعائلته ينتظرون نتائج الامتحان والعطلة الصيفية حتى يأخذوا قسطا من الراحة “.
وتساءل الشيخ الكربلائي “فهل يعني ذلك أن جميع النجاحات المطلوبة في الحياة قد تحققت؟، وهل للراحة والاستجمام حد معين؟، وما هو مفهوم العطلة الصيفية؟، وما هي حدود تلك الراحة والهدوء وعدم الحركة وعدم الانشغال في بعض الأمور؟، وهل هناك امر اخر؟، وما هي الواجبات التي تقع على عاتق الآباء والمعلمين في إدارة المدارس؟”، مشيرا الى ان “هذه الأمور مهمة لا بد أن نحدد السعة ونبين حدود السعة في النجاحات المطلوبة للإنسان حتى يتكامل في هذه الحياة”.
وأوضح “لا بد أن يكون الجواب واضحا لدا الجميع سواء بالنسبة للمعنيين والمسؤولين في التربية والتعليم او الآباء او الأمهات او الطلبة أنفسهم”.
وتابع “في الواقع لو بحثا وتعمقنا في مراحل حياة الانسان ومجالات الحياة المختلفة فهناك مراحل يمر بها الانسان (الابتدائية، المتوسطة، الثانوية، الجامعة)، ثم يدخل مجالات الحياة المتعددة التعليمية والاجتماعية والتربوية والعمل وغيرها من المجالات المختلفة، وهو بذلك ينتقل من مرحلة الى اخرى، المراد له التكامل حتى يصل الى مبتغاه من العملية التعليمية”.
واستدرك الشيخ الكربلائي في حديثه قائلا ” فهل وصلنا بمجرد ذلك إلى التكامل المطلوب للإنسان باعتباره أذكى مخلوق جعله الله خليفه له في الأرض وهل حققنا هذا التكامل؟”.
وتابع “ربما الانسان يحقق النجاح الكبير في الدراسة التعليمية حتى يصبح طبيبا، أو مهندسا، أو مدرسا إلى آخره، ولكنه ربما يفشل في العمل، ويفشل في القيادة والادارة، وربما يفشل في الحياة الإنسانية، وربما يفشل في الحياة الأسرية والاجتماعية وحتى في الجوانب الاخرى من الحياة”، لافتا الى ان “هذا النجاح امر مطلوب، وهو امر مهم للوصول إلى التكامل في هذه العلوم المختلفة لتحقيق مستوى الحياة المطلوبة وعلينا جميعا أن نسعى لتحقيقه حتى يوظف الطالب مقومات النجاح والسعادة في حياته طوال إيام عمره”.
وأردف ان “الطالب، المدرس، المعلم بحاجة إلى قسط من الراحة بعد العناء الطويل ليجدد النشاط والحيوية حتى لا يشعر بالملل، لذا لا بد أن تكون هنالك فترة من الراحة، الا ان ذلك لا يعني أن تقضى هذه الاشهر الأربعة بالراحة والسكون وعدم النشاط وعدم توجيه الطالب الى المسارات المطلوبة حتى يكمل ما نقصه خلال الفترة الدراسية من مراحل التعليم الأخرى”.
وأشار إلى أن “التكامل الدراسي والأكاديمي مطلوب ولكن ذلك لا يعني أن الطالب تكامل علميا ونفسيا وروحيا، فهنالك مراحل مختلفة حتى نستطيع ان نصنع منه مواطنا صالحا ناجحا يسعى الى الخير لنفسه والمجتمع”.
وبين “نحن لا نشعر بأهمية الوقت لذلك يجب الالتفات لذلك والعمل على تحديد المسار الصحيح للطالب واستثمار العطلة الصيفية للوصول الى التكامل مع الطالب، لذلك اوصي الاخوة المعنين سواء المتصديين للتعليم او الاباء او الامهات جميعا لاستثمار هذه المرحلة من العمر في ان نعطيهم ونكمل لهم البناء الذي من خلاله يتحقق التكامل للمجتمع”.